نجد أهل البدع وعلى سبيل الخصوص المعتزلة يضطربون اضطراباً عظيماً في فهم بعض النصوص فمن ذلك:
الحديث الصحيح الثابت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: {إنه لن يدخل الجنة أحد بعمله} فالمعتزلة ينكرون مثل هذا الحديث ويقولون: كيف لا يدخل أحد الجنة بعمله وهو الذي يقول: ((بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) [المائدة:105] ((بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) [الأنعام:129]، وكان الواجب عليهم أن يردوا ما أشكل عليهم من نصوص الكتاب والسنة إِلَى أهل العلم ((فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل:43] هذا ما أرشدنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إليه، لكنَّ هَؤُلاءِ يستفتون عقولهم وأراءهم.
والجواب عَلَى هَؤُلاءِ أن تقول: إن قوله تعالى: ((بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))، أن الباء هنا باء السببية أي: بسبب العمل الصالح يدخلون الجنة فعباد الله الصالحين في هذه الحياة الدنيا يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويطيعون الله ورسوله، وكل هذه أسباب يبذلونها لتوصلهم إِلَى رضى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وإلى جنته، فلو كانت المسألة مسألة مبادلة وعوض فلن يدخل الجنة أحد بعمله، فما هي أعمالنا؟ أعمالنا لا تكافئ موضع في الجنة، فليست هناك مكافئة، وإنما ندخلها برحمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وبمنه وفضله وكرمه.